الأحد، مارس 28، 2010

أنا لم أمت بعد .




















ماالذي يدفع الناس إلى الصمت ؟ إلى النوم باكرًا ؟ إلى النسيان ؟
ما الذي يجعل العالمين يضعوك فوق سقف قلوبهم ؟ يحتشدوا أمام قلبك وناظريك ؟ وصوتك ؟

وأصابعك ؟ ثم يختفوا فجأةً ، كأن أحدًّا ما أبادهم أو كأنما أفشوا مابينهم شائعة

موتك ومرت الأعوام ونسوك !
ما الذي يجعل صوتك يمر ، ولا أحد يدري ! ، تعبر فتلقي التحية والسلام ،
 وكأنما الأصوات نيام ، وصرختك تزلزل جسدك ولم ينتبه أحدًا ،
 وعينيك تتلظى شوقًا وتعبًا ،وكل الأرض عمياء !
ثم تمطر أنت وحدك في صقيع الوِحدة ، تمام الفقد .. في هزيع ليلة متوعكة !
ترتجف أضلعك الفقيرة ، ينبت حزن ، تتسامر معه حتى الفجر ،
 ثم تعض على لسانك فجأة فـ ينقطع صوتك ،
 فيمر من فوقك الصباح ولا يترك شيء من تحاياه على نافذتك ..
تمامًا كمالو كانت نافذتك " مقبرة " ، ولا تسمع صلوات ولا دعاء ،
 ولا ينفع العمل ، ولا مال أو بنون !
أن تبقى وحيدًا في طرف ليل عتيم ، لا أحد يتنفس فيه إلا جهاز التكييف ،
 وخرير ماء لم يُعر وحدتك اهتمامًا ، كأنما تزور القيامة !
ولكني أتذكر أن للقيامة أهوال ، وصيحات ، ولم أعرف يومًا بأن الوحدة ليلًا ،
 وفقر النوم .. علامة لدنو الساعة أو الأجل !
أنا أستغرب كيف تموت الأصوات كما لو أنها أشخاص ، دائمًا الموت يأتي كـ لص ،
 ينزع كل شيء دون أن يترك أذونات أو علامات لمجيئه ،
 لم يكن يوقر عجوزًا أو يرحم طفلًا ..
أنه يؤدي عمله بـ صمت شديد ، وبإتقان وسرية تامة ،
 كأني بدأت أعرف بأن هذا الصمت ينتمي لـ قبيلة الموت ،
 التي لا أعرف جذورها ولا تاريخها ..
 ولكني أعرف أن لها أسرار تفوق كريات دمي عددًا !
وأعرف أني أترك أذونات لموت صوتي ، أن صوتي نبيل يموت بإحترام شديد ،
 لقد كنت أقرص لساني .. فيصمت كل شيء !
ولكني نسيت أن رئتيّ كانت تقول شيئًا .


/

بـ الأبيض :
 أنا غاضبة ، أدّعوا أني ميتة وأنا لا أجيد ذلك ، رموني بالوحدة والنسيان ،
 والقطيعة ، كل أصدقائي صاروا مُعطلين ، ولم يعد لي قلب لأحب أو أُجرح

أحاول أن أبكي على هذا الليل الذي تعثر بي ، أجمع الذكريات وأتألم .. لا يتألم إلا
الأحياء أليس كذلك ؟ أصدقائي تعالوا أنا لم أمت بعد أنا حيّة .. شكرًا يا الله
شكرًا  ،
ـ

أصدقائي أموات : ربما أصواتكم هي الميتة ، لا أحب أن أظلم أو أجر الظلم إلى مسلم ،
وكلما صارت أصواتكم بور ، وأمسيت وحيدة ، بِت بلا قلب ، كي لا أكرهكم .

الليل ميت : هذا حل سليم ، كي أنفذ إلى الوحدة ، ومعي العبث الكبير بالظنون ، ..
دون أن يحدث خطًأ غير محسوب وينكفئ الظن إلى سواد ،


بالمناسبة أنا لا أحب اللون الأسود دائمًا ، ربما لا أحبّه مطلقًا ، أكره مزاجيتي
وأحبها ، لاتقلقوا ، أنا أقرأ في موسوعة " النكت " هذا الليل ، لأستفز لساني
فيخون الصمت ، فـ نضحك !





هناك تعليقان (2):

  1. ,

    حرفك من النوع الفريد , الذي نتمنى دوماً ألا ينتهي =)

    .. جميعنا نموت ونحيا دون أن نعلم , لكن ينقصنا فرح صغير يذكرنا بأننا لازنا نتنفس =)


    لكِ (F)

    ردحذف
  2. فعلًا ، وأنا كنت أموت وأحيا ألفي مرة وأتجدد !
    شكرًا لقلبك .

    ردحذف

- ما يؤثث الوحشة -

: : : ولكني أخاف .. أخاااف .. أخاف انتباه .. فراغات الكلام .. فراغات العيون ، فراغات الحقول ، وإن لم...