الأحد، مارس 07، 2010

حزينة بالضرورة .























لأنني حزينة ،
ولأن الليل مندس في فراشي يسابقني إلى النوم ويأخذه عني ..

لأن الشتاء يموت باكراً هذا العام إلا في ضلوعي الفقيرة ..
لأن المطر يعبرني من بعيد ، تلقي رائحته السلام .. تزاحم الهواء وتحتشد بأنفي

 ، ولا يقترب بعدها المطر ..
ولأني عطشت حينها جداً ، وليس لديّ عيون سخية .. تقول لي الحزن مطراً ،

ولا أملك أدوية ً منتظمة أطفئ بها مرضي ..
وكل أكوابي تحطمت في لحظة ٍ حاولت فيها ابتلاع ريقي ، فـ قضى عليه الجفاف

 ،وعَلقت الكلمة الأخيرة التي وددت منذ يوم الفراق الأول قولها .. في حبال الصوت يابسة ..
وأجمعت الأحلام على هجري ، حينما لم تقبل اعتذارات أرقي العملاق ،
 .. ولأن السهر تجّعد في عروق عيني .. ولم أستطع كتابة قصيدة ..
ولأن وجهك ياصديقي الماء المستحيل ، وصوتك سراب منذ قديم العهد أتبعه . .
ولأن سككي طين ، والمسافات مابيننا وحل عميق .. والخطوات تغوص بنا للنهايات ..
تمتصنا للخلف فقط .. عن اللقاء ..
ولأن أمي تنام باكراً .. ولم أترك رأسي بحضنها كي تنصهر من دفئه التفاصيل ،

 وتذوب في البعيد ..
أنا أغرق الآن في دوامة الحزن وحيدة .. أحاول أن أقلّم تفاصيل العتمة كي لا تنمو
كثيفاً ، حتى يختفي وجهي ..
فلا تعود أمي تراني .. لتوقظني .. كي أعود طفلة ،

 أنساب إلى حضنها وأرتشف قهوتها .. وأشفى ،
 فأجمع حروف كلمتي الأخيرة .. وأبعثها إليك .





هناك 3 تعليقات:

  1. حبيبتي السماء
    هنا أتابعكِ بصمـــت عميق..
    وسأشاغب بصمـــتٍ أعمق..

    (يارب .. أجعل لي دفتر أكتب به قصيدتي التي لا أعرفها ، وأجعل لي خط يكبر ، يكبر ، يكبر ..
    حتى يصير صوتي طيور ، ثم تسبقني إلى الجنة. )


    يارب
    يارب
    يارب
    لا تخيب لها أمنية
    ولا تخذل لها أملاً
    وأحفظها فوق الأرض
    ويوم العرض.


    دمـــتِ بقلبي .. دمــتِ سمائي.

    ردحذف
  2. غيمتي الرقيقة ،
    كلما أفتقد فأنا أجفّ ، هذا مايجب أن تعرفيه ،
    ووجودك ِ روائي !

    ردحذف
  3. و حرفكِ زادي سمائي..
    سعيــدة أنا كثيراً بقراءة صفحة باذخةالجمال، عميقة المعنى كهذه.
    دمـــتِ سماء تجود بكرم العطاء.
    تحيتي .

    ردحذف

- ما يؤثث الوحشة -

: : : ولكني أخاف .. أخاااف .. أخاف انتباه .. فراغات الكلام .. فراغات العيون ، فراغات الحقول ، وإن لم...